بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين؛ أما بعدُ:
فهذا فهرسٌ متجددٌ إن شاء الله -جَلَّ وعَلَا- لمقالات:سلسلة تعلم التوحيد.
فإن التوحيد هو أشرف العلوم، وهو الذي يجب على كل مسلم واجب عيني، تعلُّمُه؛ فإنه العلم المختص بمعرفة الله سبحانه، وأسمائه وصفاته؛ ولذلك فإنه أشرف العلوم، فإن كلَّ علمٍ يشرُفُ بشَرَفِ معلومه، وأيضاً معرفة ما يجب نحو العبد تجاه خالقه سبحانه وتعالى؛ فإن الله سبحانه وتعالى خلق الخلق لعبادته وحده سبحانه، لا يشركون به في عبادته شيئاً لا نبيًّا ولا مَلَكًا ولا أي شيءٍ من مخلوقات الله تعالى؛ قال الله تعالى:"وما خلقتُ الجِنَّ والإنسَ إلا ليعبدُون".
وأمرهم بألا يُشركوا به في عبادته أحدًا؛ ولذلك فقد أرسل الرُّسُل وأنزلَ الكتب، قال تعالى:"وما أرسلنا من قبلِكَ مِن رسُولٍ إلا نُوحِي إليه أنَّهُ لا إله إلا أنا فاعبدون” [الأنبياء: 25]، فكل الرُّسُل جاءُوا إلى قومهم بالكلمةِ الطيبةِ (لا إله إلا الله)، ففيها اثبات العبادة لله سبحانه وتعالى وحده، ونفى عبادة كل ما سواه، فلا إله حقٌ إلا الله سبحانه وتعالى، فالرسل جميعا جاءُوا باثبات التوحيد ونفي الشرك.
فالتوحيدُ هو العلم الفرض، الذي لا ينبغي لأحدٍ مِن المسلمينَ أن يجهله، بل يجب عليهم تعلمه، وأن يهتموا به، وأن يقدموه على كل شيء في الحياة..
وكما قال العلامة الشيخ: حافظ آل حِكَمِي، في منظومتهِ "سُلمُ الوُصُول إلَى عِلم الأصُول":
أوَّلُ وَاجـبٍ عَلَى العبيدِ … معرفَةُ الرَّحمَـن بالتوحِيدِ
إذ هُوَ مِن كِلِّ الأوَامِر أعظمُ … وهُوَ نوعانِ أيَّا مَن يفهَمُ
=================================