السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اَلَّذِي يتَرَكَ الْمَعَاصِيَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ ومِنْ نِيَّتِهِ الْرجوع إلَيْهَا فِي غَيْرِه (!) هو مُصِرٌّ عليها !
قال شيخ الإسلام أبي العباس ابن تيمية رحمه الله في "مجموع الفتاوى" [10 /743-744] -وهو يتكلَّم عن صور الإصرار على المعصية- :
" وَقَدْ يَكُونُ مُصِرًّا إذَا عَزَمَ عَلَى الْفِعْلِ فِي وَقْتٍ دُونَ وَقْتٍ كَمَنْ يَعْزِمُ عَلَى تَرْكِ الْمَعَاصِي فِي شَهْرِ رَمَضَانَ دُونَ غَيْرِهِ فَلَيْسَ هَذَا بِتَائِبِ مُطْلَقًا .
وَلَكِنَّهُ تَارِكٌ لِلْفِعْلِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ وَيُثَابُ إذَا كَانَ ذَلِكَ التَّرْكُ لِلَّهِ وَتَعْظِيمِ شَعَائِرِ اللَّهِ وَاجْتِنَابِ مَحَارِمِهِ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ وَلَكِنَّهُ لَيْسَ مِنْ التَّائِبِينَ الَّذِينَ يُغْفَرُ لَهُمْ بِالتَّوْبَةِ مَغْفِرَةً مُطْلَقَةً وَلَا هُوَ مُصِرٌّ مُطْلَقًا .
وَأَمَّا الَّذِي وَصَفَهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ فَهُوَ مُصِرٌّ إذَا كَانَ مِنْ نِيَّتِهِ الْعَوْدُ إلَى شُرْبِهَا (أي الخمر).
قُلْت (ابن تيمية) : وَاَلَّذِي قَدْ تَرَكَ الْمَعَاصِيَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ مِنْ نِيَّتِهِ الْعَوْدُ إلَيْهَا فِي غَيْرِ شَهْرِ رَمَضَانَ مُصِرٌّ أَيْضًا !! " اهـ .
أسأل الله أن يرزقنا جميعاً التوية النصوح وأن يجنبنا المعاصي والإصرار على شيء منها ما حَيِينا . آمين
منقول