ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء
عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( ما رأيت من ناقصات عقل ودين ، أذهب للب الرجل الحازم ، من إحداكن يا معشر النساء ) .
رواه البخاري " في صحيحه " / رقم 1462
لقد حذر الإسلام من الفتنة بالنساء ، فقال عليه الصلاة والسلام : " ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء " ( 1 )
فالشهوة أمرها خطير وشرها جسيم ، فكم من عابد لله حولته الشهوة إلى فاسق ، وكم من عالم حولته إلى جاهل ، وكم أخرجت أناسا من الدين كانوا في نظر من يعرفهم أبعد الناس عن الضلال والانحراف ، ولذا قال أحد السلف : " لم يكن كفر من مضى إلا من قـِبَل النساء وهو كائن كفر من بقي من قبل النساء " ( 2 )
وقد أورد القرطبي مجموعة من القصص والأمثلة التي تبين مدى خطورة هذا الداء ، وأنه سبب قوي للانتكاس والردة ، فقد ذكر أن رجلا ملتزما مسجدا للأذان والصلاة ، وعليه بهاء العبادة وأنوار الطاعة ، وكان مثالا لأهل الخير والصلاح ، وكان يرقى كل يوم المنارة للأذان ، وفي أحد الأيام نظر إلى بيت نصراني ذمي تحت منارة المسجد فرأى بنت صاحب الدار فافتتن بها وترك الأذان ونزل إليها ودخل الدار ، فقالت له : ماذا تريد ؟ قال : أريدك أنتِ ، قالت : لماذا ؟ قال لها : قد سلبتني لبي وأخذت بمجامع قلبي ، قالت : لا أجيبك إلى ريبة ، قال : أتزوجك ، قالت له : أنت مسلم وأنا نصرانية ، وأبي لا يزوجني منك ، قال لها : أتنصر ، قالت : إن فعلت أفعل ، فتنصر ليتزوجها ، وأقام معها في الدار ، وقبل الزواج رقى إلى سطح الدار فسقط منه فمات ، فلا ظفر بها ، ولا ظفر بدينه ، فنعوذ بالله من سوء الخاتمة ( 3 )
وذلك مما يؤكد أن الفتنة بالنساء في الحرام موجب للانتكاسة عن الإيمان والاستقامة )) انتهى .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) رواه البخاري في صحيحه ( رقم 4808 ، ج5 ، ص1959 ) .
( 2 ) رواه ابن أبي شيبة في مصنفه ( رقم 17643 ، ج4 ، ص46 ) .
( 3 ) التذكرة في أمور الآخرة ، القرطبي ، ( ص43 ) .